قصة و عبرة : سقوط الأندلس و انهيار الحضارة الاسلامية بالغرب

قصة و عبرة : سقوط الأندلس و انهيار الحضارة الاسلامية بالغرب
********************************

الأندلس من الولادة إلى السقوط و اليوم اخترت لكم النهاية فقط و كم كانت حزينة و هي منقولة من أحد المواقع:
صخرة بلاي أو يلايوا أو أوسيبا كافادونغا الان وسابقاً ..وتقع بجانب جبل خنيس الشهير...في مقاطعة
أستورياس في شمال أسباتيا وتعتبر من أجمل الشمال الاسباني من حيث طبيعة المناظر الطبيعية وأجوائها
الباردة حين تكون وسط أسبانيا حارة..

في هذه الصخرة بدأت قصة غريبة فيها حكمة ربانية وحكمة بشرية كبيرة.. فمن هذه الصخرة خرجت ملحمة أسبانية مشهورة ومنها بدأت
مشكلة بسيطة لا تلبث الا أن تعلن عن شي واحد ..ألا وهو عدم النظر للمستقبل وأحتقار عدوك وهذا شي مهما كان عدوك أمره بسيط فلا
تحتقره مهما كان وضعه..
عند هذه الصخرة بدأت حرب الاستبداد الصليبية التي مالبثت بعد ثمانية قرون ونيف ألا وأسبانيا خالصة للاسبان بسبب تفرق العرب
وحروبهم فيما بعض.. وبسبب تسرع القائد العربي علقمة اللخمي الذي أتى مطاردا فلول القوط الاسبان وعلى رأسهم القائد المغمور
بلايوا او بلاي.. فبعد سقوط كل الاندلس هرب بلايو ومن معه 20 طفل وأمرأة فقط و 10 من الفرسان القوط.. فقط.. ولكن هؤلا الثلاثين
رجل والنساء والاطفال هم من شكلوا الامة الاسبانية الحديثة .. الان..عندما انسحب بلايو هربا ورعبا الى تلك الصخرة وهو الوحيد
الذي نجا من الجيش الذي هزم في فتح الاندلس.. أرسل طارق بن زياد بعد أن أتته الاخبار بهروب بلايو .. ومن معه من الرجال القله..
وكان لابد من الامساك لهم لكون بلايوا نبيل من القوط.. ويعتبر وريث شرعي للحكم.. فكان أن ارسل أحد قادته وهو علقمة اللخمي في
أثر بلايو.. أن أت به حياً أو ميتاًً فذهب علقمة في أثرهم بعد مطاردة طويلة أستغرقت عدت أشهر .. حتى وجدوه عند جبل خنيس المشهور.. فحوصروا في الجبل وفي الصخرة بعد ذلك.. بعد أن هزموا سرية علقمة هزيمة شديدة نتيجة أن القوم هؤلا.. في حالة من اليأس من كل شي.. فعندما رأوا تكاثر الجند المسلمين.. قرر بلايو التسلق الى صخرة بلايوا هو ومن معه.. حتى يضمن بقائهم أحيا فكانت لحظة شديدة عليهم.. وتم الامر.. وصعد الاسبان نحو الصخرة.. وكانت بحق صخرة منيعة وفيها مياه وملجأ أستراتيجي لهم.. فحرز النساء والاطفال ثم أخذ في ارسال النبل والحجارة على العرب دفاع بائس.. وهكذا.. فحوصروا مدة أسابيع وتقول الاساطير الاسبانية أن بلايو وجد عسلا كثيرا بعد أن كشف احد الاطفال خلايا عسل .. وهذه ما تقول أدبياتهم.. فبقوا هناك مدة طويلة.. وقد أرسل علقمة اللخمي رسالة للاستسلام فرفض بلايوا.. .. فقال له بعض الجند أن انسحب فليس هناك مجال للنيل منهم.. وأخرين رفضوا وقالوا للقائد علقمة لاتترك هذا الرجل حتى نقتله كما أوصينا.. فرد علقمة على الجميع كلمته المشهور..ثلاثون علجا فما يضيرنا منهم... فقرر علقمة الانسحاب بشكل مفاجي من المكان بعد أن طالت به المدة وأقترب الشتاء.. وهكذا بسبب عصيان أمر القائد العربي طارق بن زياد من قبل علقمة وضعف نظرته للامور مسبقا.. وبسبب الاحوال الجوية ..
وقبل ذلك حكمة الله في هذه القصة المعروفه.. وبعد هذا الامر أسس بلايو أول أمارة مسيحية هناك وجعلها بذرة دولة ما بات يعرف ممالك
أراغون وقشتاله وحتى ملوك البوربون الاسبان ... ثم الى الجمهورية ..

...

أنا تعجبت من قصة هؤلا النفر وتعجبت من قوة الاسلام وسطوته ووصول جند الاسلام في كل مكان.. ولكن أنا تعجبت من علقمة اللخمي الذي بسببه بدأت أسبانيا تحرير نفسها من النور الاسلامي وقررت أن ترجع لدين النصرانية المنحرف.. فعجبا نرى ...أهي غباء من علقمة او غباء الاسبان أم هي رغبة لشعب في التحرر بأي سبب كان.. المهم صنع مقاومة حتى تنتصر..

أنا أتيت صخرة بلايو ووجدت تلك اللوحة التي تمجد بلايو وتذكر علقمة ووجدت في تلك الصخرة كنيسة صغيرة وضعت هناك لآجل تمجيد القائد بلايوا وهناك تجد الاسبان خصوصا الشماليين المتعجرفين والشوفينين يقدسون تلك الصخرة .. وقد رأوني وأنا ومن معي فكأن لسانهم يقول هانحن أيها العرب بدأنا النصر عليكم من هذه الصخرة والكهف .. تعجبت حقيقة من نظرتهم لنا بفضول وتشفي؟!! وأما نحن فنكرر عليهم القول لقد صنعنا في بلدكم نوراً وحضارة وقبسا من النور والان أنتم في جهالات من العقيدة وسوء المنقلب في الاخرة...

أنا كتب هذا الموضوع وعبرة تقول ..

أعرف أن الله له حكمة عظيمة بكل شي مهما قل شأن ذلك الامر..

فكر في المستحيل تنال الممكن..

لاتحتقر عدوك مهما حصل

فكر بعقلك قبل القلب في الامور الاستراتيجية.

الامر الموكل أليك أنجزه بشكل دقيق حتى تنجح أي خطة مرسومة

كل أمة لها طموح في التحرر أو الانعتاق مهما كانوا صح أم خطاء العبرة هنا في الاصرار.. وطلب النتيجة ونيل الهدف..

بسبب خطاء بسيط حدث أكبر مشكلة تاريخية وأثرت بشكل واضح في أنهيار الممالك العربية هناك..

الفوضى لا تخلق المستقبل ..